كما يقال بالعامية “الكتاب باين من عنوانه” وهنا المقال باين من عنوانه فكثيراً ما أرى من حولي من نصب نفسه ووقته في تصيد عثرات الآخرين لإشاعتها بين الناس وربما لتحقيق أهداف شخصية جراء تلويث سمعة من حوله دون أدنى خشية من الله تعالى
تجد الشخص الذي يسئ الظن لم يلتفت لعيوب نفسه مع الأسف فهو طوال الوقت مشغول بفلان وعلان من الناس ولم يدرك عواقب الظلم وأنه تسبب في قطع روح الألفة وأواصر المودة بين المسلمين مما يولَّد ذلك على الشحناء والبغضاء
قال تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) سورة الحجرات – آية12
التدرج سنة الله جل جلآله في منهج القرآن الكريم كما بالآية السابقة فتجد صاحب القلب المريض إذا أساء الظن بفلان حمله ذلك على أن يتجسس عليه، فإذا تجسس عليه حمله التجسس على أن يغتابه نسال الله العفو والسلامة من هذا البلاء
كما قال تعالى:﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾آل عمران-آية120
يقول إبن المبارك: المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب العثرات
اللهم ثبتنا عند الإبتلاء ولا تشمت بنا الأعداء
دمتم بحفظ الله ورعايته